مع حلول عام 2014 أكملت "الجمعيه الأردنية لتنظيم وحماية الأسرة" خمسين عامًا من العطاء المتمّيز في مجال العمل الاجتماعي والصحّي. ففي عام 1964 كانت مدينة القدس شاهدًا على تحقيق حلم نخبة من المتطوّعين من أبناء هذا الوطن، فكان إطلاق جمعية تنظيم وحماية الأسرة الأردنية، وتلا ذلك إنشاء أول عيادة تُعنى بتنظيم الأسرة في ذلك الحين ثم باشرت بإنشاء فروع للجمعية في إربد عام 1971 وفي عمان عام 1972 ثم في السلط عام 1975، ثم واصلت توسّعها بافتتاح عيادات تابعه لها في الأشرفيه والزرقاء.
وفي عقد الثمانينيات تم حلّ فروع الجمعية واستبدالها بإدارة مركزية مقرّها في عمان، تتوّلى الإدارة والإشراف على جميع العيادات. ومع حلول عام 1989 وأثر صدور قرار فك الارتباط القانوني والإداري مع الضفة الغربية أُعيد تسجيل الجمعية الأردنية لتنظيم وحماية الأسرة في وزارة التنمية الاجتماعية.
وانطلاقًا من إيمان القائمين على الجمعيه من متطوّعين وموظفين بأهمية أهدافها وضرورة تعميم رسالتها النبيلة في تقديم برامج وخدمات متميّزة في مجال الصحة الإنجابية للمرأة والأسرة، فقد واصلت وبدعم من العديد من المنظمات الدوليه والمحليه التوسّع في تقديم خدماتها وبرامجها كمًا ونوعًا. فدشنت طيلة عقود خمسة من العمل الجاد والدوؤب 23 عيادة موزعة في معظم محافظات المملكة. تحظى عمان بـ 11 عيادة، وعيادتين في إربد ومثلهما في الزرقاء وعيادة واحدة في كل من: الرصيفة، مادبا، الكرك، المفرق، العقبة، جرش، عجلون، السلط.
لقد مرّت الجمعية بمراحل تطوّر واسعة خلال مسيرتها، عززت الثقة بها محليًا وإقليميًا كمؤسسة فاعلة ذات رسالة نبيلة، تسعى لتقديم برامج وخدمات متميّزة في مجال الصحة الإنجابية والجنسية للمرأة والآسرة وانطلاقًا من إيمانها بأن الوصول إلى هذه الخدمات حق إنساني.
خلاصة القول فإن الجمعية الأردنية لتنظيم وحماية الأسرة تحمل تاريخًا وارثًا عريقًا ممتدًا منذ 50 عامًا – حققت خلاله تطّورًا ملموسًا وحافظت على استدامة برامجها وخدماتها. واحتلت مركزًا متميًزًا محليًا وإقليميًا بين المؤسسات المعنية ببرامج الصحة الإنجابية وتنظيم الأسرة. وما زالت تتطلّع إلى مزيد من التطوّر والنمو وصولاً إلى تحقيق أعلى نسبة من الاعتماد على مواردها الذاتيه في تغطية نفقاتها التشغيليه.